التقوى هي خشية الله عز وجل وخوفه الذي يؤدي إلى امتثال أوامره تعالى والانتهاء عن نواهيه وهي وسيلةٌ للسلوك القويم و طريق للعزة والكرامة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم ) : " من أراد أن يكون أعز الناس، فليتقِ الله [38]
شرح الحديث الشريف:-
ونستفيد من هدي هذا الحديث عدة أمور :
1. إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يرغب المسلم في أن يكون متقياً أي مبتعداً عن مواطن معصية الله وغضبه وما يوجب نقمته ، فلا يخشى في الله لومة لائم ، فإنّ التقوى من أهم طرق العزة. عن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال : " من أراد عزاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته".[39]
2. إنّ المتقي لكونه لا يخشى سوى الله تعالى ، فلا يجامل في الالتزام بمبادئ دينه ، فإن الله تعالى يهيء له سبل الحياة الكريمة الهانئة . قال تعالى : ( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).[40] والتقي لا يرضى لنفسه ذل المعصية ومهانة الإثم عليها، لأن الله لا يرضى له ذلكفقد قال تعالى : ( و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين )[41] . قال الإمام الصادق عليه السلام: " إن الله قد فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا ". [42]
3. إن التقوى طريق لنجاة الإنسان من عذاب الله وسخطه، وطريق إلى جنته التي أعدها للمؤمنين يوم القيامة: قال تعالى: ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ). [43]
ما يرشد إليه الحديث الشريف:-
1. أن التقوى هي خشية الله عزو جل ، و امتثال أوامره و نواهيه .
2. أن المسلم المستقيم ينبغي أن يكون مجتنباً مواطن سخط الله ومعصيته دائماً .
3. إن التقوى تكسب الإنسان العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.