الدين الإسلامي عقيدة وعمل، فالعقيدة هي الإيمان بأصول الدين التي من أهمها الإيمان بالله عز وجل و توحيده ، والعمل هو الالتزام بفروع الدين من أفضلها الجهاد في سبيل الله، والحج إلى البيت الحرام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أفضل الأعمال إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلولفيه، وحجة مبرورة ".[35]
شرح الحديث الشريف:-
في هذا الحديث الشريف يبيّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على بيان أفضل الأعمال في الإسلام، وهي:
1. الإيمان بالله: هو أول أصول الدين، وهو أساس العقيدة، فالمسلم يؤمن أن الله واحد لا شريك له. قال تعالى: (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) [36]
وأنه تعالى عدل لا يجور في حكمه ولا يبغي على عباده. قال تعالى: ( وما ربك بظلام للعبيد )[37]
إنّ هذا الإيمان يجعل الإنسان مرتبطاً بربه واثقاً برحمته، مؤمنا بثوابه وعقابه.
2. الجهاد في سبيل الله: وهو من أفضل الأعمال في الإسلام وقد ورد في بعض خطب الإمام علي (عليه السلام) في (نهج البلاغة) " أن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه "، أي لأولائك اللذين يبذلون مهجهم وأرواحهم من أجل إعلاء كلمة الله ورفع راية الإسلام، خفاقة عالية. إذ لولا الجهاد لما قامت للإسلام قائمة ولا ثبتت له دعامة، لذلك كان الجهاد من أفضل الأعمال و قد وصفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه " جهاد لا غلول فيه". أي لا تجاوز فيه بالاعتداء على الآخرين وسفك دمائهم وهتك حرماتهم وسلب أموالهم ومصادرة حرياتهم بغير حق .
3. الحج المبرور: وهو قصد بيت الله الحرام بمكة المكرمة وأداء فريضة الحج متقرباً إلى الله تعالى متجرداً عن ملاذ الدنيا ونعيمها محتسباً كل ما يلاقي من التعب والنصب والمشقة في جنب الله عز وجل وذلك لما للحج من آثار تربوية واجتماعية واقتصادية تعود بالنفع على الانسان.
ما يرشد إليه الحديث:-
1. أن الإسلام عقيدة وعمل و بهما ينال الإنسان سعادة الدنيا و الآخرة .
2. أن من أفضل الأعمال في الإسلام الإيمان بالله عز وجل والجهاد في سبيله وحج بيت الله الحرام.
3. أن على المسلم أن يكون إيمانه من غير شك وجهاده من غير تجاوز وحجه خالصاً لوجه الله تعالى.