القوة أفضل من الضعف، لأن بالقوة يستطيع الإنسان أن يحقق ما يصبو إليه من أهداف وغايات، لذلك حث الإسلام على أن يكون المؤمن قوياً وأن يعتد المؤمنون بالقوة أمام أعدائهم قال تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ). [23]
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير "[24]
شرح الحديث الشريف:-
نستفيد من هدي هذا الحديث عدة أمور:
1. القوة الجسدية: ينبغي للمؤمن أن يكون قوياً في جسمه وأعضاء بدنه لما لذلك من أثر فيما يمارسه من أعمال، فالصحة تعينه على حياة هانئة مليئة بالطمأنينة والقدرة تمكنه من مزاولة ما يصعب عليه انجازه إلا بها. و يكون ذلك باختيار الغذاء السليم، وممارسة الرياضة الصحيحة، وتجنب ما حرم الله عليه من المأكولات والمشروبات.
2. القوة العقلية : وينبغي أيضاً للمؤمن أن يكون فطناً لبيباً حاذقاً يقدر الأمور بقدرها، فلا يجبن ولا يتهور ولا يبطئ ولا يتعجل بل يتأنى في أموره ويتأمل في عاقبتها قبل الشروع فيها ولا يتأتى له ذلك إلا بعقل سليم يستطيع أن يربط بين الأسباب و النتائج في كل قضاياه في الحياة .
وقد مدح الله العقلاء وأهل الفكر السليم في القرآن الكريم في آيات كثيرة.
قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزل إليهم ولعلّهم يتفكّرون)[25] وقال تعالى: ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )[26] .
3. القوة الإيمانية: وينبغي أيضاً للمؤمن أن يكون قوياً في إيمانه وبذلك تقوى إرادته ويثبت عزمه في امتثال أمر الله عز وجل وطاعته واجتناب معصيته ويغدو بذلك أكثرصبرا على الأذى وتحمل المشاق في طاعة الله وأكثر رغبة في العبادات، فيثابر على أدائها في أوقاتها ويحرص على الالتزام في أتم صورها. وبقوة الإيمان يقدم أمر الله على هوى نفسه. ويؤثر حبّ الله على حبّ المال والرغبة فيه. قال تعالى: (الذين آمنوا أشد حباً لله )[27] وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " أحبوا الله من كل قلوبكم ". [28] وقال (صلى الله عليه وآله و سلم ): " اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إليّ واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي وأقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك". [29]
وقد وضع أمير المؤمنين (عليه السلام) مقياسا به يعرف المؤمن منزلته عند الله عز وجل فقال (عليه السلام) : " من أحب أن يعلم كيف منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإن كل من خير إليه أمران: أمر الدنيا وأمر الآخرة، فاختار أمر الآخرة على الدنيا فذلك الذي يحب الله، ومن اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده". [30]
وإذا أردت أن تمتحن نفسك وتفحص عن محبة الله في قلبك فانظر إذا حضر وقت الصلاة فأيهما تقدم الصلاة أم الأعمال الأخرى؟!
وإذا أردت يا بنيّ أن تكون المؤمن القوي المحبوب عند الله فالتزم بأوامره و نواهيه ، لما وردت في آيات القرآن المجيد ، و سنة الرسول الكريم و آله الأطهار ( صلوات الله و سلامه عليه و عليهم أجمعين ) .
ما يرشد إليه الحديث الشريف:-
1. أن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
2. إن القوة التي حث الاسلام المؤمن على الاتصاف بها تشمل القوة الجسدية والعقلية والإيمانية.
3. في قوة المؤمن كرامة للإنسان و عزّ و منعة للأوطان .
4. إن القوة في الجسد والعقل والإيمان تكسب الإنسان محبة الله وعباده.
موضوع: المؤمن القوي و المؤمن الضعيف 
الثلاثاء يوليو 01, 2008 4:24 pm