إن إلتزام الصدق في القول من أهم الفضائل الأخلاقية ، والمزايا الخلقية لما له من آثار هامة في انتظام حياة الفرد والمجتمع. ولذلك أكد الإسلام عليه في الكتاب والسنّة.
قال تعالى: ( والذي جاء بالصدق وصدق به أولائك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ). [11]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة".[12]
شرح الحديث الشريف:-
ونستفيد من هدي هذا الحديث عدة أمور:
1. يدعونا هذا الحديث الشريف إلى التحلي بالصدق لأنه من أعظم الفضائل وأكثرها أثراً في حياة الإنسان، فبالصدق يغدو الإنسان محبوبا عند الله وبين أهله وأصحابه وأبناء مجتمعه وتسير حياته ومعاملاته بشكل طبيعي ومنتظم ولذلك أكد عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: "عليكم بالصدق".
قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) [13]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الصدق أقوى دعائم الإيمان" [14]
2. بالصدق ينال الإنسان الثقة بين الناس ، فينال احترامهم و تقديرهم ويقبلون على التعامل معه ومحادثته وتصديق ما يخبر به ويتحدث عنه ..قال الإمام علي (عليه السلام) : " الصادق على شفا منجاة وكرامة، والكاذب على شرف مهواة ومهانة". [15]
وقال (عليه السلام) : " إن الصادق لمكرّم جليل وإن الكاذب لمهانٌ ذليل ". [16]
3. إن الصدق يعود نفعه بالدرجة الأولى على صاحبه في الدنيا ويكون طريقاً للنجاة والفوز عند الله عز وجل يوم القيامة.
قال تعالى : ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم )[17]والمراد من اليوم في هذه الآية المباركة هو يوم القيامة، ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " فإنه باب من أبواب الجنة". أي أن الصدق طريق إلى الجنة .
قال الإمام الباقر (عليه السلام): " ألا فاصدقوا فإن الله مع الصادقين ". [18]
ولذا كان أولياؤه من الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين والاتقاء المؤمنين ممن يسألونه ذلك المقام قال الله تعالى على لسان نبيه إبراهيم : ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) [19]
فعليك أن تعلم يا بنيّ أن الدين كله صدق لأنه إخبار عن حقيقة نهج الشريعة الخاتمة التي أرادها الله تبارك وتعالى للإنسان قال الإمام علي (عليه السلام) : " الصدق لباس الدين " [20] وقال عليه السلام " الصدق رأس الدين " [21]
ومع تأكيد الإسلام على الصدق وضرورة التحلي به فإنه قد نهى عن الكذب وذم من يقترفه وليس من شيء أبلغ في النهي وأشد في النكير من قوله تعالى: ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) [22]
وعليك يا بنيّ أن تتحلى بالصدق في قولك وفعلك لتنال رضى الله وتدخل جنته وتكسب ثقة الناس ومحبتهم.
ما يرشد إليه الحديث الشريف:-
1. أن الصدق من أعظم الفضائل الأخلاقية التي أشاد بها الإسلام وحث المسلمين على التحلي بها.
2. أن الصدق يكسب الإنسان محبة الله عز وجل ومحبة واحترامهم عباده.
3. أن الصدق طريق للسعادة في الدنيا وسبيل للنجاة في الآخرة.