RoCk-ReVoLuTiOn
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

RoCk-ReVoLuTiOn


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكرم و السخاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
the King

the King


عدد الرسائل : 32
تاريخ التسجيل : 26/06/2008

الكرم و السخاء Empty
مُساهمةموضوع: الكرم و السخاء   الكرم و السخاء Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 01, 2008 1:53 pm

ضمن إعرابي دية[1] فعجز عن أدائها فقصد الإمام الحسين (عليه السلام) طالبا منه العون على ذلك, فبادره الحسين عليه السلام وأعطاه ألف دينار وقال هذا لغرمائك[2] ثم زاده فصاً قيمته مائنا درهم وقال له: واصرف هذا في نفقتك, فسرّ الإعرابي بذلك وشكر الحسين ( عليه السلام ) ودعا له وانصرف. وإنما قصد الإعرابي الإمام الحسين (عليه السلام) لما سمع عن أهل البيت عليهم السلام من الكرم والسخاء وأنهم ملاذ الناس, وعون في النوازل[3]

فهذا الفعل من الحسين عليه السلام يسمى كرما لأن الكرم أن تبذل لغيرك مالك أو طعامك أو ما تملك من الأمور الأخرى تبرعا منك وعن طيب نفس وبغير مقابل، و أشرفه وأحسنه ما قصد به التقرب إلى الله عز وجل وطلب به مرضاته.

وكذلك أنت عزيزي الطالب إذا دعوت زميلك أن يأكل معك من إفطارك, أو أعطيته قلما أو دفترا يحتاجه عن طيب خاطر, فإنك بذلك تكون مثالا للكرم.



منزلة الكرم والكرماء في الإسلام:

الكرم من أعظم الصفات وأفضلها, وهو من صفات الله عز وجل ومما اتصف به الأنبياء والأئمة والصالحون، وناهيك في فضله أن كل نفيس جليل يوصف بالكريم, فالله تعالى وصف نفسه بذلك حيث قال: " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " [4] كما وصف رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: " وجاءهم رسول كريم " [5]



إذ كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرف بالكرم حيث كان يجود بكل ما يملك من المال أو الطعام على المسلمين وقلّ أن يدخر له شيئا.

ولقد أشادت الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام بالكرم والكرماء أيما إشادة ونوهت بهما أبلغ تنويه.



قال الإمام الصادق عليه السلام: " أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أفضلهم إيماناً؟ فقال: أبسطهم كفا" [6]



وقال عليه السلام أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (السخي قريب من الله, قريب من الناس, قريب من الجنة. والبخيل بعيد من الله, بعيد من الناس, قريب من النار).[7]

وقال أمير المؤمنين عليه السلام حاثا على ذلك: " عَوّد نفسَكَ فعلَ المكارمِ وتحمًّلَ أعباءِ المغارمِ، تَشرُف نفسُكَ " [8]



آثار الكرم الاجتماعية والفردية:

إن الكرم يمثل أنصع صورة من صور التعاطف والتراحم الاجتماعي كما أنه أفضل وسيلة من وسائل ترويض النفس وإضعاف الأنانية فيها, وإن من أفضل حالاته عطف الموسرين وجودهم على الفقراء و المحتاجين بما يخفف من آلامهم وحرمانهم وبه يتأكد الترابط والتآزر والتعاون بين الناس.

والكرم يُذهبُ شّحَ النفس وأنانيتها مما يكون مانعا للإنسان من فعل المكرمات قال تعالى: " ومن يوق شُّحَ نفسه فأولئك هم المفلحون" (1)

ولأجل ذلك دعت الشريعة إليه وحثت عليه وذمت البخل والمنع والأنانية وحرمان الناس.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع, وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة"

وإنما شجع الإسلام المسلمين على الكرم وأمرهم به من أجل أن ينعم الجميع بحياة كريمة هانئة آمنة مملؤة بالحب والوئام والاحترام.



مجالات الكرم:

للكرم مجالات مختلفة ومراتب متفاوتة يكون بعضها أولى من الآخر. وهذا ما ينبغي أن تعرفه أيها الطالب وتراعيه في كرمك وبذلك للآخرين, وهذه المجالات:



1. ما كان استجابة لأمر الله تعالى, وتنفيذا لشرعه, وتأدية لفرائضه المقدسة كالزكاة والخمس وتأدية حقوق الآخرين ونحوهما.

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم): من أدى ما افترض الله عليه، فهو أسخى الناس.



2. توسعة الرجل على عياله وأهل بيته ومن يقوم بكفالتهم. فإنهم فضلا عن وجوب الإنفاق عليهم شرعا وعرفا, أولى بالمعروف والإحسان, وأحق بالراعية والعطف واللطف.


وقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام): " إن عيال الرجل إسراؤه, فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرته, فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة"

3. أرحام الإنسان – أي أقاربه سواء من جهة أبيه أو أمه- فهم أحق الناس بالبر, وأولاهم بالصلة والنوال
.

ومن هنا يجدر بالكريم أن يخص بكرمه الأقرب فالأقرب، فالأرحام ثم الأصدقاء ثم ذوي الفضل و الصلاح ، فإنهم أولى بالعطف من غيرهم

ولكن ينبغي أن تعرف أيها الطالب بأن الكرم لا يكون جميلا وساميا إلا إذا خلا عن المّنِ والتسويف والمطل, ونأى عن مظاهر التضخيم والتنويه.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره, وستره, وتعجيله, فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصفه إليه, وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنيته, وإن كان غير ذلك محقته ونكدته. [9]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكرم و السخاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
RoCk-ReVoLuTiOn :: منتدى المواضيع الاسلامي-
انتقل الى: