ونورد فيما يلي هذه القصة التي تدلّ على شجاعة الإمام علي بن أبي طالب ومهابة الفرسان منه .
في معركة صفين ، وبينما كان القتال على أشدّه بين جيش عليّ وجيش معاوية ، كان لمعاوية مولى يدعى حريث ، وكان حريث هذا فارس معاوية الذي يعدّه لكل مبارزة ولكل عظيم . وكان حريث يلبس سلاح معاوية ، متشبهاً به، فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية .
وقد دعاه معاوية في معركة صفين وقال له: يا حريث .. ضع رمحك حيث شئت، لكن اتَّقِ علياًً .
ولكنّ عمرو بن العاص المعروف بمكره قال له : لو كنت قريشياً لأحبّ معاوية أن تقتل علياً ولكنه كره أن يكون لك حظها ، فإن رأيت فرصة فأقدِم ...
وخرج علي أمام الخيل وحمل عليه حريث فنادى : يا عليّ هل لك في المبارزة؟ فأقدم عليّ وهو يقول :
أنا عليّ وابن عبـد المطَّلِبْ نحن لعمر الله أولى بالكُتُبْ
منا النبيّ المصطفى غير كذبْ أهل اللواء والمقام والحُجُبْ
نحن نصرناه على جلّ العربْ يا أيها العبد الضرير المنتدَبْ
ثم ضربه عليّ فقتله فجزع عليه معاوية وعاتب عمرو بن العاص وقال له :
حُريثُ ألمْ تعلمْ وجهلُكَ ضائرُ بأنّ عليّاً للفوارسِ قاهِرُ
وإنّ عليّا لم يبارزه فارسٌ من الناس إلا أقعدته الأظافر
أمرتك أمراً حازماً فعصيتني فجدّك إذ لم تقبل النصحَ عاثر
ودلاّك عمرو والحوادث جمّة غروراً وما جرّت عليك المقادِر
وظنّ حريث أنّ عمرواً نصيحَهُ وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر
من أقواله المأثورة
1 - لا رأي لمن لا يطاع .
2 - القناعة كنز لا يفنى .
3 - ليس كلّ من رمى أصاب .
4 - التواضع نعمة لا يفطن إليها الحاسد .
5 - لا قرين كحسن الخلق .
6 - لا علم كالتفكير .
7 - لا ميراث كالأدب .
8 - لا إيمان كالحياء والصبر .
9 - الناس أعداء ما جهلوا .
10 - لا تطلب الحياة لتأكل ، بل أطلب الأكل لتحيا . [b]